عطر الايام. ذكريات شخصية يكتبها محمود الحرشاني// الحلقة الثانية عشر

عطر الايام..



الحلقة الثانية عشرة
يكتبها محمود الحرشاني
مع اواخر شهر جوان من تلك السنة 1968 كان الجميع يترقب نتائج مناظرة الدخول الى السنة الاولى من التعليم الثانوي..
نظر الجد بلقاسم الى حفيده وقال له
-هل صدرت النتائج
قال الحفيد مخاطبا جديه للاب والام وكانا لا يفترقان فهما شقيقان
-مازالوا لم يعلنوا عن الناجحين يا جدي
قال جده من الام الجد محمد وهو محارب قديم وجندته فرنسا للمشاركة في حربها عند احتلال لبنان لمدة ثلاث سنوات وعاد من هناك من طباع لبنانية
-,اكيد سينجح
مضت ساعات الترقب طويلة..كانت القرية سنتها شبه خالية من سكانها ولم يبق فيها الا كبار السن اما الاخرون فقد ارتحلوا نحو الشمال فر رحلة الهطاية بما فيهم والد الفتى ووالدته وجدته واقاربه الاخرين.
كان الفتى شبه متاكد من نجاحه فهو من المتفوقين في المدرسة ..في يوم الاعلان عن اسماء الناجحين . لم يذهب الفتى الى المدرسة وانما بقي ينتظر الخبر من زملائه الاخرين
ولا يزال الفتى يذكر وكان من بقي من رجال القرية جالسين مساءها في ساحة الدكان الوحيد .منهم من كان بصدد طهي الشاي الاحمر علىى كانون الفحم ومنهم من كان جالسا لتمضية الوقت لما اقبل احد زملائه من بعيد وهو يجري قاصدا الجماعة
-زغردي يا اماه راني نجحت.
ولما وصل الى الجماعة ساله جد الفتي
'وهل نجح محمود
اجابه في ثقة كبيرة في النفس
- لا. لا. انا الوحيد الذي نجح
تغير وجه الجد و بهت عدد من الحاضرين وكانهم كانوا يقولون لا يعقل
اما الفتى فهو لا يدري الى اليوم كيف وقف من مكانه وقال مخاطبا الحاضرين.. انه يكذب..ابقوا هنا ساتيكم بالخبر اليقين.. واسرع نحو المدرسة لاستجلاء الخبر. ..كان يجري دون توقف.وفي منتصف الطريق اعترضه عدد من زملائه
قال له احدهم
لا تتعب نفسك..بالذهاب الى المدرسة. فانت اول الناجحين .لقد نجح عشرون تلميذا من مدرستنا وانت الاول ولا يوجد سواك من منطقتكم
عاد الفتى مسرعا ادراجه
يريد ان يصل قبل ان يفترق الجمع من الرجال
لا تزال تلك اللحظة ماثلة في ذاكرته لما ارتمى في احضان جده وكان ينتظره على احر من الجمر
_لقد نجحت يا جدي . وانا الاول في المدرسة من بين عشرين ناجحا . اما فلان الذي جاءنا بالخبر فلم ينجح. وانا الوحيد من قريتنا الذي نجح
وقف الجد في لحظة زهو واعتزاز لا ينساها الفتى ابدا
هه. .قالك نجحت..وزغردي يا فلانة..
اقبل ااجميع على الجدين يهنىاتهما بنجاح حفيدهما.. ويهنئان الفتى الذي لم تكن الدنيا تسعه فرحا بنجاحه واسرع نحو عمته التي بقيت معهم في البيت ليعلمها بالخبر
اما الجد بلقاسم فقد قرر. ان يشتري شاة ويولم لكل اهل الدوار في اليوم الموالي فرحا بنجاح حفيده
وغدا الحلقة الثالثة عشرة
الاثنين 6جوان 2022

comments

أحدث أقدم